هل تتذكرين عندما كنت طالبة في الجامعة وشهدت (ربما) نوبتك الأولى من الإجهاد؟ سواء عند حصولك على واجباتك في محاضرة الثامنة صباحا، أو عند رؤية مُلصق الإعلان عن امتحانات قادمة، أو بسبب زميلة مزعجة توتر أعصابك، كل هذا قد يجعلك تشعرين بالضغط ويخرجك عن السيطرة. يصبح الإنهاك والقلق أقوى كلما تقدمنا في السن بسبب المشاغل والروتين اليومي ورعاية الأطفال وغيرها. لهذا تصبح العناية بالبشرة أهم مع مرور الوقت

صحيح أنّ الإجهاد يمكن أن يكون تحديا، إلا أن الخبراء يتفقون أنه أحياناً يمكن أن يعمل في صالحنا. كيف ذلك؟ واصلي القراءة لتعرفي.


الغرض النفسي للإجهاد

رغم أنه ليس شعورا محببا للناس، إلا أنّ الإجهاد له غرض مهم تماما مثل الخوف والحزن والسعادة وجميع المشاعر الأخرى.  فبدونه، لن نعرف أبداً متى بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، أو عندما ننزعج أو نُحبط. تقول سارة شفيتز مُعالجة علم النفس السريري "الإجهاد هو الطريقة التي يستخدمها جسدنا لإخبارنا بأننا نتحمل فوق طاقتنا. فهو تحذير بأن جسدك وعقلك قد وصل إلى أقصى قدرتهما على التعامل مع التحديات المحيطة بشكل صحي. 

في بعض الأحيان، يكون حجم الإجهاد الذي نواجهه قابلا للسيطرة عليه، لكن أحيانا يكون فوق طاقتنا. لكن لدينا دائما خيار إظهار الحب والرعاية لأنفسنا في أوقات الإجهاد للتخفيف من آثاره". توضح هيذر هيكمان – مديرة التعليم في المعهد الدولي للأمراض الجلدية – هذا الأمر بأن: "هناك نوعين من الإجهاد هما: الإجهاد المعتدل والقوي. الإجهاد المعتدل هو إجهاد إيجابي ومفيد، ويمكن أن يكون صحيا ويمنح الفرد شعورا بالإنجاز والأمل وغيرها من المشاعر الإيجابية الأخرى. وهو شعور يختبره غالباً العداؤون قبل السباق، أو المتحدثون العامون قبل العرض، والأشخاص العاديون عندما يكونوا على وشك القيام بأشياء غير عادية. من ناحية أخرى، فإن الإجهاد القوي سلبي. إذ يغذي مشاعر الهزيمة والاكتئاب. ولا يُعرّف الإجهاد المعتدل والقوي بأسبابهما، بل بنظرة الشخص إليهما".


كيف يؤثر الإجهاد على بشرتك

وفقاً لهيكمان، فإن البشرة تعكس شعور الإنسان الداخلي." على سبيل المثال، يمكن للخوف أن يكشف نفسه كجلد الوز أو نتوء الأوز. أما القلق أو الإثارة فقد يكشف عن نفسه في العرق. في حين أن الحرج قد يكشف عن نفسه في احمرار الجلد، أو تورده. وذلك لأن الجلد يحتوي على عدد كبير من النهايات العصبية المتصلة باستمرار مع الدماغ".

يمكن لبعض الظروف الجلدية أيضاً أن تتفاقم بسبب الإجهاد. لذا لا عجب أننا نهدف إلى أخذ راحة أثناء الأحداث الهامة، مثل الليلة التي تسبق حفل الزفاف أو عندما نكون على وشك القيام بعرض هام. وتضيف هيكمان "الإجهاد القوي يزيد من إطلاق الكورتيزول، والذي يمكن أن يزيد من كثافة خلايا بصيلات الشعر ويزيد من إنتاج الزيت في الجلد، مما يؤدي إلى حدوث انكسارات جلدية أو حب الشباب الناجم عن الإجهاد. كما يمكن أن يؤدي الإجهاد السلبي المزمن إلى إعاقة حاجز الجلد الطبيعي الذي يمنع المواد الضارة من الاختراق والسوائل من التسرب. وهذا يمكن أن يؤدي إلى بشرة جافة، كما يجعل الخطوط والتجاعيد أكثر وضوحاً".

من الأشياء الأخرى التي يؤثر عليها الإجهاد بشدة هي منطقة العين. "خصوصا في منطقة الجلد الموجودة حول منطقة العين حوالي 0.5 ملم، وهي واحدة من أنحف وأكثر المناطق حساسية في الجسم. لهذا فهي من أولى المناطق التي تظهر عليها علامات الإجهاد".


هل يجب أن تحاربي الإجهاد؟

عندما تبدئين بالشعور بالإجهاد، فقد تشعرين بالحاجة إلى تشتيت نفسك وتجنب المواقف المجهدة المحتملة. ليس من الضروري دائماً أن نقاوم الإجهاد، ولكن من المهم دائماً مراقبته وإدارته. إحدى أفضل الطرق لإدارة الإجهاد هي الانخراط في نشاطات الرعاية الذاتية مثل أخذ حمام مريح ووضع مكياج ناعم وغيرها من أنشطة العناية بالبشرة في المنزل أو الحصول على تدليك، أو التأمل لمدة عشر دقائق في اليوم، أياً ما كان يجعلك تشعرين بالرضا ويمنحك بعض الراحة.

يمكن التعامل مع الإجهاد عبر مراجعة حياتك والبحث عما تفتقدينه، وتحديد ما هو الصحيح وما يمكن إصلاحه. كما يمكنه أن يكون الحافز الذي يجعلك تستقطعين المزيد من الوقت لنفسك وتقولي "لا" مزيد من الإرهاق، وتتجنبي فعل الأشياء التي ترهقك وتزعجك. بمعنى آخر، قد يلهمك لإجراء تغيير كبير في حياتك كان يجب القيام به منذ وقت طويل. وكما تقول شفيتز "الإجهاد ليس شيئا سيئا دائم. فقد يُحفزك للقيام بالتغيير الذي طالما ما طلتي نفسك به."